ضوء خلف الباب
اخذ كمال بيدي و قادني عبر الباحة المظلمة .. أشعر بالبرد الشديد .. كل نفس يخرج من أنفي وفمي كسحابة صغيرة من البخار الرمادي الشاحب .. عقلي يقاوم باستماتة .. انه منتصف يوليو .. في القاهرة .. لايمكن أن يكون الجو باردا لهذة الدرجة .. مستحيل .. ان يدي تكاد تتجمد في يد كمال الباردة ..
لو كان الجو باردا هكذا فلم أنا شبه عار .. هل أسأل كمال أن يتمهل قليلا كي أرتدي شيئا ثقيلا يقيني هذا البرد .. ولكني لا أستطيع الحديث مع كمال .. لأني .. خائف .. ماذا ؟؟ خائف .. أنا أخاف ؟ و ممن ؟ من كمال !!
لماذا أخاف ؟ .. هذا صديق المراهقة .. أين كان كل هذا الزمن .. أذكرة لا يكف أبدا عن الضحك والمزاح .. لم يكن من أصدقائي المقربين كأحمد و ياسر و محمد .. هو مجنون بكرة القدم .. رئيس رابطة مشجعي فريق الأسماعيلي في مدرستنا .. وأنا لا أحب كرة القدم كثيرا .. افضل الألعاب الفردية عنها .. سباحة و كاراتيه و رماية.
اليوم خميس .. فتحت ابواب المدرسة الثانوية و انفجر منها ألفين من الحمير الوحشية أهاجتها الهرمونات المضطربة و الحبس الأجباري من الثامنة صباحا الي الثالثة بعد الظهر .. انفصلت و جماعتي عن القطيع وتوقف جرينا عند كشك أم سمير .. سيجارتين فرط + سندوتش طعمية باردة + كوب شاي صغير ملحوس = 5 قروش .. درس أنجليزي في الرابعة .. لا داعي للذهاب الي المنزل .. سندوتش أم سمير كفاية ..
غدا المباراة المنتظرة بين الأهلي و الأسماعيلي .. اذا لاعب الأهلي اسرائيل .. سيشجع الأسماعيلاوية اسرائيل .. هكذا الحال .. لايكرة الأسمعيلاوية شيئا أشد من كراهيتهم للأهلي .. فريق الحكومة الذي يكسب بالحكام المعرصين.
عبر الشارع اثنان من القطيع يلعبان شد الحبل براية الأسماعيلي الصفراء في سماوي .. يتنازهعانها بعنف شديد وقد انقطعت انفاسهما من المجهود ومن الضحك .. يفلتها أحدهم فجأة فيسقط الآخر علي ظهرة من فوق الرصيف تماما أمام سيارة النقل .. تعبر السيارة فوقه بعجلاتها الأمامية كأنة مطب صناعي ثم يضغط السائق علي الفامل بكل قوتة.
تتوقف العجلات عن الدوران لكن السيارة تستمر في الحركة قليلا .. ما يكفي لكي تسحق العجلات الخلفية المزدوجة الجسم بين الأسفلت و بينها ..
عويل العجلات الزاحفة علي الأسفلت الساخن أعلن عن الكارثة .. صوت قتل كل الأصوات الأخري في الشارع .. توقف هذا الصوت ليولد من باطنة صوت صرخة ألم طويلة جمدت الدم في العروق .. توقفت كل حركة في الشارع الا الأعناق .. مئات الرؤس دارت في وقت واحد نحو الصوت .. أمامي عبر الشارع تماما .. نظرت تحت السيارة لتلتقي نظرتي دون سابق تصويب بالنظرة التي تقتر ألما و دهشة وموتا .. كمال
اللعنة يا كمال ما الذي تفعلة هنا يا رجل .. انك ميت .. لماذا تسحبني خلفك هكذا كالبهيمه .. ماهذا السخف .. ينبغي أن استيقظ من هذا الحلم الغبي حالا .. حالا
يتوقف كمال وأتوقف .. يشير بذراع ممدودة .. أنا لا أنظر الي حيث يشير و لكني أنظر الية .. انة يبكي .. تنساب دموعة الغزيرة الصامتة علي و جنتية .. يجتاحني حزن شديد و أشعر بدموعي الساخنة تحرق عيني .. ادير رأسي لأنظر الي حيث يشير .. شعاع من الضوء يخترق ثقبا صغيرا في الباب .. أهتز بعنف .. أحمد .. أحمد .. مالك .. هو في أيه .. يقتحم وعيي هدير الجمهور و ضوء النهار .. ممدوح يهزني بعنف .. أحمد .. أحمد .. مالك .. انت تبكي .. أنظر حولي مشدوها .. مقصورة أستاد القاهرة .. مباراة الأهلي و الأسماعيلي ..
يتبع
لو كان الجو باردا هكذا فلم أنا شبه عار .. هل أسأل كمال أن يتمهل قليلا كي أرتدي شيئا ثقيلا يقيني هذا البرد .. ولكني لا أستطيع الحديث مع كمال .. لأني .. خائف .. ماذا ؟؟ خائف .. أنا أخاف ؟ و ممن ؟ من كمال !!
لماذا أخاف ؟ .. هذا صديق المراهقة .. أين كان كل هذا الزمن .. أذكرة لا يكف أبدا عن الضحك والمزاح .. لم يكن من أصدقائي المقربين كأحمد و ياسر و محمد .. هو مجنون بكرة القدم .. رئيس رابطة مشجعي فريق الأسماعيلي في مدرستنا .. وأنا لا أحب كرة القدم كثيرا .. افضل الألعاب الفردية عنها .. سباحة و كاراتيه و رماية.
اليوم خميس .. فتحت ابواب المدرسة الثانوية و انفجر منها ألفين من الحمير الوحشية أهاجتها الهرمونات المضطربة و الحبس الأجباري من الثامنة صباحا الي الثالثة بعد الظهر .. انفصلت و جماعتي عن القطيع وتوقف جرينا عند كشك أم سمير .. سيجارتين فرط + سندوتش طعمية باردة + كوب شاي صغير ملحوس = 5 قروش .. درس أنجليزي في الرابعة .. لا داعي للذهاب الي المنزل .. سندوتش أم سمير كفاية ..
غدا المباراة المنتظرة بين الأهلي و الأسماعيلي .. اذا لاعب الأهلي اسرائيل .. سيشجع الأسماعيلاوية اسرائيل .. هكذا الحال .. لايكرة الأسمعيلاوية شيئا أشد من كراهيتهم للأهلي .. فريق الحكومة الذي يكسب بالحكام المعرصين.
عبر الشارع اثنان من القطيع يلعبان شد الحبل براية الأسماعيلي الصفراء في سماوي .. يتنازهعانها بعنف شديد وقد انقطعت انفاسهما من المجهود ومن الضحك .. يفلتها أحدهم فجأة فيسقط الآخر علي ظهرة من فوق الرصيف تماما أمام سيارة النقل .. تعبر السيارة فوقه بعجلاتها الأمامية كأنة مطب صناعي ثم يضغط السائق علي الفامل بكل قوتة.
تتوقف العجلات عن الدوران لكن السيارة تستمر في الحركة قليلا .. ما يكفي لكي تسحق العجلات الخلفية المزدوجة الجسم بين الأسفلت و بينها ..
عويل العجلات الزاحفة علي الأسفلت الساخن أعلن عن الكارثة .. صوت قتل كل الأصوات الأخري في الشارع .. توقف هذا الصوت ليولد من باطنة صوت صرخة ألم طويلة جمدت الدم في العروق .. توقفت كل حركة في الشارع الا الأعناق .. مئات الرؤس دارت في وقت واحد نحو الصوت .. أمامي عبر الشارع تماما .. نظرت تحت السيارة لتلتقي نظرتي دون سابق تصويب بالنظرة التي تقتر ألما و دهشة وموتا .. كمال
اللعنة يا كمال ما الذي تفعلة هنا يا رجل .. انك ميت .. لماذا تسحبني خلفك هكذا كالبهيمه .. ماهذا السخف .. ينبغي أن استيقظ من هذا الحلم الغبي حالا .. حالا
يتوقف كمال وأتوقف .. يشير بذراع ممدودة .. أنا لا أنظر الي حيث يشير و لكني أنظر الية .. انة يبكي .. تنساب دموعة الغزيرة الصامتة علي و جنتية .. يجتاحني حزن شديد و أشعر بدموعي الساخنة تحرق عيني .. ادير رأسي لأنظر الي حيث يشير .. شعاع من الضوء يخترق ثقبا صغيرا في الباب .. أهتز بعنف .. أحمد .. أحمد .. مالك .. هو في أيه .. يقتحم وعيي هدير الجمهور و ضوء النهار .. ممدوح يهزني بعنف .. أحمد .. أحمد .. مالك .. انت تبكي .. أنظر حولي مشدوها .. مقصورة أستاد القاهرة .. مباراة الأهلي و الأسماعيلي ..
يتبع
posted by GlimmerMan at 9:27 PM
4 Comments:
glad you decided to shift to Arabic for a change :-) yalla, waiting for the rest!
Hi Eve,
Thank you .. I've been contemplating posting this story for some time .. you may remember that I not a writer like you .. need your opinion .. it'll encourage me to continue or will tell me to stop !! :-))
it's not like I'm some great writer either! but I'll give you my opinion as a reader. I like it a lot, but I can't really comment until the end, can I? and of course, never stop, no matter what anyone tells you. it's your blog and your writings, and we're just your humble readers who will embrace your words :-)
This is my third time to read this post... and every time, I enjoy it as if it's my first time. I love the intensity of emotions you build up... the cold atmosphere at the beginning... and the end is just brilliant.
7elwa awy ya Ahmed begad :)
Post a Comment
<< Home